شروط الحجاب الشرعي للبنات، ما أجمل المرأة المسلمة بلباسها الشرعي المحتشم الذي يصونها كالدرة المكنونة و الجوهرة النفيسة، فيخفيها عن عيون المتلصصين المفسدين أصحاب النفوس المريضة، لقد جعل الله سبحانه و تعالى حجاب المرأة كالدرع الحامي لها ليحميها و يصونها من أعين المتربصين، و لكن بشرط أن يكون الحجاب شرعيا عند خروجها للشارع أو عند حضور الأجانب، و من موقعنا حواء سنستعرض معا شروط الحجاب الشرعي للبنات .
متى يكون الحجاب باطل
إن الزي الشرعي للمرأة المسلمة هو الزي المحتشم الذي لا يشف و لا يصف مفاتن الجسد، و يستر كافة أنحاء الجسم باستثناء الوجه و الكفين، فديننا الإسلامي أكد بما لا يدع مجالا للشك بأن الحجاب و المقصود به غطاء الرأس هو فرض على كل سيدة مسلمة قد بلغت سن المحيض، و هو سن التكليف، حيث تبلغ الفتاة مبلغ النساء، و أهم ما يجب توافره بالحجاب هو الستر أي الثوب و الحجاب الذي يستر عورتها، و لا بد أن يكون طويلا غير قصير، و ألا يكون رقيقا، و ألا يظهر أي شيء من عورتها، و لا يكون ضيقا، و يكون هذا الحجاب باطلا في حال الإخلال بالشروط السابقة، و عدم التزامها بالحجاب الصحيح، فلا يجوز ذلك لأن الأعمال مرتبطة بالنيات، و في عرض المرأة لزينتها من الملابس الظاهرة ما فيه مخالفة للزي الشرعي .
شروط الحجاب الشرعي للبنات مع الدليل
الحجاب فريضة شرعية متفق عليها عند أئمة الإسلام، و قد دلت عليها الدلائل العقلية و النقلية، و في فرض الله للحجاب مصالح كاملة و حكم بالغة، ففيه طهارة للنفوس من أدران الفواحش و الخبائث، و تحصيل العفة، و الزي الشرعي المحتشم له العديد من الشروط مثل :
- في قوله تعالى : «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا» (سورة الأحزاب: 59) .
- كذلك قوله تعالى: «وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا»، و قد ذهب العلماء أن الظاهر من الزينة يقصد به زينة الأعضاء الظاهرة، أي زينة الكف بالخاتم، أو الكحل زينة الوجه، بينما ذكر أن المقصود به هو وجهها و كفيها.
- و عن الرسول حدثتنا السيدة عائشة “رضي الله عنها” : «أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على رسول الله –صلى الله عليه وسلم– وعليها ثياب رقاق، فأعرض عنها رسول الله –صلى الله عليه وسلم- -، وقال: يا أسماء، إن المرأة إذ بلغت المحيض لم تصلح أن يري منها إلا هذا وهذا، وأشار إلى وجهه وكفيه» [أبو داود والبيهقي] .
- و هكذا يتبين لنا أن الدين الإسلامي أمر بالحجاب و بالأدلة الشرعية، و أن يكون طويلا و ساترا، و أنه من الثوابت الذي أجمع عليها المسلمين، و لا تختلف باختلاف المكان أو الزمان أو الأحوال أو الأشخاص .
ما هو الحجاب الصحيح للمرأة
لقد فرض الإسلام الحجاب على المرأة و أوجب عليها تعميم ستر بدنها عن غير المحارم، ورخص لها أن تكشف وجهها، و لكن دون أصباغ أو حلى أمام الأجنبي، كما بالتعليم و التداوي و الشهادة و التقاضي و غير ذلك، و حكمة الشريعة من ذلك هو منع الفتنة الذي تبدأ بالنظر و تنتهي بالفاحشة الكبرى، و الحجاب الصحيح هو من تنطبق عليه بعض الشروط مثل :
- ألا يكون في نفسه زينة .
- أن لا يشف و يكون صفيقا .
- ألا يكون ضيقا بل فضفاضا و واسعا .
- أن يستوعب جميع البدن .
- ألا يكون شبيها بلباس الكافرات .
- ألا يكون مثل لباس الشهرة .
- ألا يكون شبيها بلباس الرجل .
- أن لا يكون مطيبا و مبخرا .
هل للحجاب الشرعي شكل معين
إن الشريعة الإسلامية لم تحدد زيا بذاته أو لباسا بعينه للمرأة المسلمة، فقد أباح أي نوع من اللباس أو الزي الذي تجتمع فيه الشروط السابقة، و إن أخلفت أحد الشروط فإنه لا يصبح حجابا شرعيا، فقد فرض للحفاظ على فضيلة التستر و التحجب، و منع رذيلة التبرج و التكشف، ففي الحجاب عفة و طهارة، و صون للمجتمعات عن مظان الإثارة، و مهاوي الفساد، و مستنقعات الشهوة، يكفي أن يكون الزي مستوفيا لجميع شروط الحجاب الشرعي ليحجبها عن أنظار الرجال من غير محارمها .
يؤسفنا ما ينشره أدعياء تحرير المرأة و إنكارهم للحجاب، زاعمين بأنه محض عادة مبتدعة من المسلمين و من ثم تعارف عليها المجتمع، عزيزتي المسلمة إنهم ذئاب مفترسة يستهدفون الإسلام باستغلالك و اغراءك بالفتنة و زينة الدنيا، فالحجاب حفاظ على الحياء، وتميز الطيب من الخبيث، و تطهير للقلوب، و دفع للأذى، و ارتقاء بالمرأة عن الابتذال الجاهلي، كوني فخورة بلبسك للحجاب .