ماذا قالت البسوس عندما رماها جحدر، كشفت تعابير الألم والغضب ملامح البسوس عندما ارتطمت بجحدر الخاطف الغادر، وكانت هذه اللحظة المريرة بداية قصة ملحمية من الانتقام والصراعات المستمرة، ثم ترددت كلماتها الحارقة في أذني أتباعها، مثيرة رغبتهم المشتعلة في الثأر من مرتكب هذا الجريمة البشعة. ورغم أن البسوس هي أول ضحية سقطت في هذه الحرب الطاحنة، إلا أن صراعًا ممتدًا لعدة سنوات تلاها، من خلال موقع حواء نت دعونا نستعرض تفاصيل قصة ماذا قالت البسوس عندما رماها جحدر.
من هي البسوس
البسوس هي امرأة أثارت الفتنة بين قيس وأشعلت حربًا استمرت أربعين سنة، وقد أثارت أيضًا الصراع بين بني بكر وبني تغلب، ولقبت بالملحمة باسمها. وتشتهر بأنها شاعرة عجوز من عجائب الزمان، تتمتع بالمكر والغش والخداع. وكان لها أربعة أسماء وهي:
- سعاد وتاج بخت والبسوس.
- وتعتبر ابنة عم قيس وخطيبته الجليلة.
- قتلها الأمير كليب بن هند، الذي كان يعتبر ابنًا لعمها.
ماذا قالت البسوس بعد رميها بالسهم من قبل جحدر
عبق الحزن والفقد يغمر روح البسوس، بعدما فقدت الناقة الغالية والمحبوبة، حيث كانت تعتبرها رمزًا لروحها وثروتها، فتنساب أبياتها بحنين وألم عميق، تتحدث عن جساس، الجار الخائن، الذي ارتكب جريمة قتل الكليب العزيز، فتطلق البسوس أبيات الشعر من فمها، تحملها بكل ألم وحزن يعتصرها، فتقول من بين سطور أبياتها:
لَعَمْرُكَ لَوْ أَصْبَحْتُ فِي دَارٍ مُنْقِذٍ
لَا ضِيْمَ سَعْدٌ وَهُوَ جَارٌ لأَبْيَاتِي
ولكِنَّنِي أَصْبَحْتُ في دارِ غُرْبَةٍ
مَتَى يَعْدُ فِيهَا الذِّئبُ يَعْدُ على شَاتِي
فيا سعد لا تَغْرُر بِنَفْسِكَ وارتحل
فإنَّكَ في قَوْمٍ عَنِ الجَارِ أَمْوَاتِ
ودُونَكَ أَذوادِي فَإِنِّي عَنْهُمْ لَرَاحِلَةٌ لا يَفْقِدُونِي بُنَيَّاتِي
شاهد أيضاً: من قائل العبارة العفة ثوب تمزقة الفاقة
لقب الناقة التي أشعلت نار حرب البسوس
“سراب” ناقة البسوس هي سبب شعلة شرارة حرب البسوس، شاهدة شهرة الشاعرة الأسطورية البسوس، حيث تحملت الناقة الشؤم في أشعارها.
- فهي ناقة تربت في مزرعة حماه، وكانت سمينة باسمها.
- ففي لحظة مشؤومة، رمى كليب سهما في ضرعها، فتوفيت حالاً.
- كانت البسوس مفجوعة بشدة، فنثرت أبيات تأثرت في جساس بن مرة، دفعته للانتقام من كليب.
- ثم بدأت الحرب بين القبائل، وكانت البسوس أول ضحية بعد كليب.
من الأشعار التي نثرت في حرب البسوس
قامت الشاعرة البسوس بنت منقذ بنثر العديد من الأشعار التي عبّرت فيها عن أحاسيسها ومشاعرها في ظل الصراع الدموي. و بعض الأبيات التي قيلت في ذلك الزمان ما يلي:
- “أيا جساس يا جار الخيانة، كيف تركت الناقة تنزف دمًا؟ بيتي أصبح مظلمًا وحزينًا، فأين السلام والوئام؟”
- “لو كنا في ديار آمنة وسالمة، ما وقعت الدموع والآهات. ولكننا الآن في بيت الغربة المؤلمة، يا ليت للفراق أبوابًا!”
- “يا جار الجبانة والخيانة، كيف تجرؤ على قتل الغالية؟ إن نار الحقد تشتعل في قلبي، وسأنتقم بشموخ وجرأة!”
- “أيها العدو الغادر، أرى دماء الأحبة تنهمر. ستبقى ذكراهم حاضرة في قلوبنا، حتى يأتي يوم الثأر والنصر!”
شاهد أيضاً: أجمل 10 عبارات عن نصرة القدس والأقصى
البسوس، امرأة الفتنة والحروب، شاعرة عجوز ذات مكر واحتيال، قتلتها خيانة الأمير كليب بن هند، تاريخ يذكرنا بأثرها السلبي في تاريخ القبائل.
